.

الوعي البيئي Environmental Awareness

يعتبر الوعي البيئي أحد أهم الحلول المقترحة للمحافظة على البيئة من تأثير كل العوامل التي تساهم في إحداث الخلل في مكوناتها، و يعتبر النشاط الإنساني على المستوى المحلى و الإقليمي و العالمي من أخطر عوامل خلل مكونات البيئة و نظامها المتسم بالتناسق و التفاعل المنظم و المستمر و الهادف إلى استمرار حالة من التوازن البيئي الطبيعي، و بالنظر إلى هذا النشاط الإنساني نجد أن الملوثات بأنواعها الكيميائية و الفيزيائية و البيولوجية لا تزال تهدد الأغلفة البيئية المائية و الأرضية و الهوائية مما يؤدى إلى حدوث مشكلات بيئية خطيرة متداخلة و معقدة، و عندها تصبح الموارد البيئية و جميع العوامل البيئية الحية و التي تشمل الإنسان و الحيوانات و النباتات و الكائنات الدقيقة عرضة للمخاطر والهلاك و ربما الانقراض. تشير الكثير من الأبحاث و التقارير العلمية في مختلف دول العالم إلى وجود مشكلات بيئية معقدة و متداخلة تهدد سلامة البيئة بشكل عام. لا تزال المؤتمرات و الندوات تعقد من أجل حماية البيئة و المحافظة عليها، و لا تزال قوانين و أنظمة حماية البيئة و المحافظة عليها تسن و تشرع و لكنها بحاجة إلى المزيد من التفعيل الحقيقي للحد من تهديد سلامة البيئة، و خاصة فيما يتعلق بضبط مخاطر الصناعات المختلفة و تبعاتها الإنتاجية و الاستهلاكية و التي تعتبر المصدر الأساسي للملوثات البيئية. لقد أصبح تفعيل الوعي البيئي ضرورة ملحة للحد من تلوث البيئة، و هو يبدأ بالدرجة الأولى انطلاقاً من دور المؤسسات التعليمية و الإعلامية و الاجتماعية والجهات ذات العلاقة بالشؤون البيئية باتجاه الأفراد و الجماعات على حد سواء، و إذا كانت معايير تقدم الأمم تحدد بمدى تطور التعليم و الصحة و الصناعة و الاقتصاد فلا شك أن سلامة البيئة بكل مقوماتها هي اللبنة الأولى نحو بناء أمة حضارية متقدمة و راقية.