اعزائي وعزيزاتي
نرحب بكم في العدد الأول من هذه النشرة الإليكترونية المعنية بشؤون البيئة ونرجو أن نتمكن من الإحتفاظ بإهتمامكم على المدى الطويل.
وضع ديننا الحنيف ركائز المحافظة على البيئة
فجعل حماية البيئة.. فريضة شرعية, و قد قال تعالى :
{ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }
يكمن الإفساد في .. الإسراف في استخدام خيرات السماء وبركات الأرض و إن كان ذلك في سبيل التنمية والعمران ..
كل شيء في الأرض موزون فإذا أخل الإنسان بعنصر من عناصر البيئة أثر على العناصر الأخرى , و يرد ذلك في قوله تعالى: { والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون} (الحجر:19), وقوله تعالى: {إن كل شيء خلقناه بقدر}. القمر (49)
ديننا الحنيف ، دين الحياة الهادئة البعيدة عن الصخب و الضجيج , فقد نهى عن رفع الصوت في العبادات بغير حاجة فما بالكم في أمور الدنيا ..
يقول الدكتور القرضاوي: ” إن البيئة خُلقت مهيأة لتحقيق مصلحة الإنسان وتوفير حاجاته، وإن الله تعالى خلقها بطريقة تفرض عليها أن تتكامل وتتعاون مع بعضها البعض، ومن ثم فالحفاظ على أن يؤدي كلٌّ من مكونات البيئة دوره المنوط به يعتبر أمرا شرعيا، وذلك حتى لا يحدث خلل في الكون “
وينبه إلى أن : ” المحافظة على البيئة داخلة في مقاصد الشريعة الخمسة وهي حفظ الدين والنفس والنسل والعقل والمال، فإفساد البيئة إضاعة لمقاصد الشريعة الإسلامية “
يا مسلماً حافظ على بيئتك تكسب دنياك و آخرتك
وللأسف فأن الإنسان لم يمتثل أو يعي للمقصود فأفسد ما كان جميلا ونقيا. فكم منكم يذكر شواطئ جدة الرملية الجميلة وصفاء مياه البحر. وبما أن الإنسان بطبيعته لا يكترث إلا بما يمسه شخصيا والوضع البيئي حاليا يمس كل منا في حياته اليومية وصحته فكثير من الأطباء والعاملين في مجال الصحة يرون علاقة وثيقة بين الأمراض الحادة والمزمنة والتلوث البيئي. كما أن خطر التلوث لا يفرق بين الناس صغيرهم وكبيرهم ,وبعض الأفراد تصدر منه سلوكيات قد تبدو صغيرة ولكن مجموعها تؤثر بشكل كبير على البيئة .
لذا فقد حان الوقت لكي يعنى الجميع بمحاربة التلوث ومحاولة إعادة التوازن, و كل منا قادر على أداء دور في هذا المجال.
و في نشرتنا هذه سنحاول تقديم مواضيع تهم الجميع وتلقي الضوء على بعض المشاكل المحلية والعالمية مع اقتراح مايمكن عمله للتصحيح على المستوى الفردي والجماعي ونرحب باي اقتراحات من قبلكم نرجو ان يوفقنا الله لما فيه المصلحة العامة.
|